all the best places . . .

have a library. some have many books - most do. some are intended as places of solace and serenity - most are.
some become the junction between wisdom and wise men/women...... more and more see that as part of their misison.

at the National Orthodox School in Amman,Jordan a special spot was dedicated to one such wise man....
Raed Zuaiter a well respected Jordanian judge of Palestinian origin, an alumni of the National Orthodox School and a father of two was shot dead by Israeli border control soldiers at the Allenby bridge crossing on the Jordanian- Israeli border on the 10th of March 2014. He was 38 Years old. The event became a controversial international incident.



زاوية قراءة القاضي الشهيد رائد زعيتر
المدرسة الوطنية الأرثوذكسية
عمان- الأردن
 
المقدمة
القاضي رائد زعيتر قاض أردني معروف من أصول فلسطينية و خريج المدرسة الوطنية الأرثوذكسية وأب لطفلين أردي قتيلاً على يد جنود الإحتلال الإسرائيلي على الحدود الأردنية الإسرائيلية, جسر اللنبي في العاشر من آذار 2014 عن عمر ناهز الثامنة و الثلاثين. هذا الحدث أصبح حدثاً جدلياً دولياً.
تواصلت مجموعة من خريجي المدرسة الوطنية الأرثوذكسية و أصدقاء القاضي الشهيد مع مكتب القسوس للهندسة لغاية تصميم زاوية قراءة في مكتبة المدرسة لتخليد ذكرى الشهيد و الإحتفال بحياته و حبه للقراءة.
التصميم
الهدف من تصميم زاوية القراءة هو الإحتفال بحياة القاضي الشهيد زعيتر من خلال تقديم قطعة فن تفاعلي تعمل على تشجيع الفكر البحثي من خلال دمج المتلقي بعرض الأحداث التي دارت في ذلك اليوم من شهر آذار. تقديم الفكرة من خلال الفن التفاعلي التعليمي يهدف إلى إثارة فضول الطلاب و تشجيعهم على التفكير الحر بعيداً عن القولبة و الإنفتاح على الطروحات المختلفة مما يساعدهم على بلورة فكر مستقل و تنمية آرائهم الشخصية و السعي المستمر نحو المعرفة.
محاور التصميم و رمزيتها
التعبير عن جدلية الموضوع المطروح يتمثل بالقطعة الأولى من التصميم و هي خزانة الكتب التي تقدم للقارئ باقة من العناوين المتعلقة بحقوق الإنسان و العلاقات الأردنية الفلسطينية و القانون الدولي. و الرسالة هنا إلى القارئ أن يبحث! فالتاريخ يكتبه أفراد يحملونه أفكارهم و توجهاتهم مما يستوجب البحث في الوقائع و تحليلها من أكثر من جانب. تصميم خزانة الكتب يتيح للمستخدم النظر من خلال نافذة تعرض مشهد منطقة الجلوس. الطاولة و الكراسي المعلقة فوق الأرض ترمز لطاولة المفاوضات العربية الإسرائيلية الثابتة في مكانها لإتصالها بجذع الشجرة الذي بدوره يرمز إلى انتماء الإنسان العميق إلى أرضه.
هذا المشهد يختزل لحظة من مسيرة نضال طويل من خلال حدث مصيري فردي وقع في يوم من آذار 2014 على جسر أللنبي  ليصور المشهد أمام خلفية صورة الشهيد الزعيتر. تتكامل أجزاء الصورة من دفق من مشاعر و كلمات و رسومات الأطفال, تلاميذ المدرسة, الذين عبروا عن انطباعاتهم الفردية بعد أن تم شرح الموضوع قيد النقاش من خلال أساتذة الصفوف مما يبقي ذكرى الشهيد حية في القلوب. و من خلال هذا الإستذكار يستطيع الفرد أن يتأمل بأحداث ذلك اليوم و لكل أن يكون رأيه الخاص عما حدث.
هذه اللحظة التي استوقفت الزمن هي لحظة متحركة تحول المستخدم للزاوية إلى مشاهد و إلى جزء من المشهد في آن واحد.الناظر من خلال النافذة المتاحة من بين الكتب هو المشاهد الذي يقرأ مشهداً متحولاً ديناميكياً, مشهد طاولة المفاوضات المليأة أحياناً و الفارغة أحياناً أخرى. و بالنظر إلى لوحة الشهيد فإن أول كلمة يستطيع قراءتها تعبر عن شعوره الشخصي و رأيه المتفرد. مستخدم الطاولة قارىء يبحث عن إجابات في الكتبو في الوقت ذاته هو لاعب جالس إلى طاولة المفاوضات. الشجرة تحيا و تنمو, تضرب بجذورها الأرض و تأصل الإنتماء و تظلل بأوراقها طاولة المفاوضات. قصة واحدة من بين الكثير استوقفت الزمن لتجعلنا نفكر.
 
تشاركية التصميم
في هذا الزمن الذي هيمنت عليه الأجهزة الرقمية و الألعاب الإلكترونية بدأ دور الكتاب التقليدي بالتراجع أمام هذه الأجهزة التي تخدر العقول. من هنا انبثقت فكرة إشراك الجسم الطلابي في عملية التصميم مما كان له أكبر الأثر برأيينا في إنجاح هذه التجربة و إعطاء مستخدمي الزاوية- طلاب المدرسة- مساحة تشبههم و مكاناً ينتمون إليه و ينجذبون لزيارته, مكاناً يلهمهم.
زاوية الشهيد رائد زعيتر تحمل معان كثيرة لمستخدميها على اختلافهم مما استوجب على التصميم أن يعكس هذه الإختلافات. فالمستخدم الرئيسي هو الطالب و المستخدم الثانوي هو أعضاء الهيأة التدريسية و الزوار من خارج المدرسة أحياناً. الجامع الرئيسي بين هذه الإختلافات هو الشغف بالموضوع المطروح. لذلك وجب أن ينبثق التصميم من مجموع هذه المشاعر دون الإنجرار إلى العاطفية الزائدة. فالفن ليس موضوعيا لأنه تعبير عن مشاعر و فكر الفنان و لكنه في الوقت ذاته موضوعي لأنه يتيح للمتلقي أن يفسره كما يشاء و في هذه الحالة تباينت الآراء و أصبحت جدلية. طرحنا يعتمد على فكرة تمثيل هذه الحالة الثنائية المتضادة المتعمقة في هذا المشروع. هذا ما يحول تصميماً بسيطاً ظاهره جامداً يتألف من خزانة كتب و منطقة جلوس و لوحة شخصية إلى مساحة ديناميكية تشد المستخدم و تلهم الحوار. السيناريو المطروح يسعى إلى إحياء الفن من خلال تحويله إلى أداة لحفيز الحوار و باباً مفتوحاً للفكر المتفرد.
التطبيق
تم تمويل هذا المشروع من خلال تبرعات سخية من خريجي المدرسة و الموردين و النجار المنفذ للعمل. استوجب تعديل تصميم خزانة الكتب الأصلي ليلائم الميزانية المتوفرة حيث أن استخدام جهاز القص المطلوب لإنجاز الأحرف كان سيرفع التكلفة بشكل كبير. كذلك تم تعديل تصميم الطاولة و الكراسي بناء على طلب المنفذ بحيث أضيف هيكل حديدي داخلي و أرجل للكراسي لزيادة ثبات القطعة و أمانها لاستخدام الأطفال.
المادة التي استخدمت في التصنيع تسمى (فاندرماكس) و هي عبارة عن خشب مصنع عالي الضغط و هي مادة عالية الجودة من حيث التحمل و مقاومة للخدش و السوائل و مستدامة و سهلة التنظيف, استعملت كمادة تغطية خفيفة للهيكل الحديدي.
الإفتتاح  
نظم افتتاح زاوية قرائة القاضي الشهيد زعيتر في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية بالتزامن مع ذكرى وفاته السنوية الأولى من ضمن فعاليات معرض الكتاب السنوي و بحضور كبير من العاملين في المدرسة و الطلاب الخريجين و الحاليين و أفراد من عائلة القاضي الشهيد. و قدم في نهاية الحفل كتاب ضم كل كتابات و رسومات الطلاب الذين شاركوا بهذا الجهد.
لقد كانت هذه تجربة غنية لفريق القسوس و لكل من شارك بإنجاز هذا العمل العزيز على قلوبنا جميعاً. فكمصممين شعرنا أن عملية التشاركية مع الطلاب و العاملين في المدرسة و حتى عائلة الشهيد فهي تجربة أشعرتنا بالتواضع أمام عمق الحدث و أضافت معناً لعملنا وشعوراً بالإكتفاء. جلسات العصف الذهني الجماعية و التواصل مع دواخلنا هو ما أوصل هذا المشروع لهذا القبول بالإضافة لشغف كل من عمل فيه مما ألهمنا جميعاً و أعطانا فرصة كمصممين أن نكون صادقين مع قناعاتنا و ثوابتنا.
رحم الله الشهيد و ألهم أهله و محبيه الصبر و السلوان.
 

---